السبت، 16 أبريل 2016

                                         ما الفرق بين سرقة المال .. وسرقة الدوام ؟؟؟
                       
*************************************                          

لعل الواحدة منا ترى نفسها أبعد ما تكون , وأنزه عن هذه السرقة بينما تكون موغلة فيها وهي لا تشعر ... قال الله تعالى : " يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " . إن بينك أختي الموظفة وبين الدولة عقداً مبرماً, ومن الأمانة الوفاء بهذا العقد بكل شروطه .. ومن شروطه الدوام بمعدل معين لا ينقص ولا يزيد .. ولو أنك مطالبة ( 6 ساعات يومياً ) فإنه من الخيانة للأمانة إنقاص هذا الوقت ولو دقيقة واحدة , مع الأخذ في الاعتبار أن ساعات العمل أنت متعبدة لله تعالى بها حتى لو افترضنا أنه لا يوجد فيها عمل أبداً , فيكون المحافظة على الحضور من الساعة المطلوبة , والانصراف في الوقت المسموح به عمل بحد ذاته , ولا يحق لك التفريط في دقيقة واحدة منه . ولكي تدركي أختي الموظفة مدي خطورة هذا الأمر ونتائجه تابعي هذه العملية الحسابية البسيطة : لو كان راتبك ( 9000 ريال ) تقريباً , فإن ساعة العمل تكلف50 ريالاً  تقريباً , وهذا يعني أن قيمة كل ( دقيقة ) في العمل ( ريال ) تقريباً , وعلى هذا فالمتأخرة      5 دقائق في الحضور يكون قد أخذت ( 5 ريالات ) بلا وجه حق , والمتقدمة ( 5 دقائق ) في الانصراف قد أدخلت ( 5 ريالات ) بلا وجه حق ولا تستخفي بهذه العملية , فإن ( نصف ريال ) من وجه غير مشروع عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة , ومن عواقبه
1-  حرمان إجابة الدعاء ( مطعمه حرام ومشربه حرام فأنى يستجاب له  .
2- محق البركة من المال .
3- إصابة الرزق بآفات مثل : صرفها عند الأطباء بلا فائدة , أو تعرضها للسرقة , أو الخسارة
أختي الموظفةإن إضاعة أوقات الدوام في الأحاديث الشخصية , أو التأخر في الحضور , أو التقدم في الانصراف, أو أخذ إجازة مرضية بلا مرض حقيقي , أو إجازة اضطرارية وأنت غير مضطرة , أو الاستئذان بغير حاجة , أو اختلاق الأعذار للغياب ... كل ذلك مما لا يحل لك شرعاً , ويعرضك للمال الحرام , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أيما جسم نبت من سحت فالنار أولى به " .. فهل ترضين بهــذا ؟؟؟ !!! تنبهي أيتها الموظفة .. وتأكدي أن الرقيب عليك .. هو الله عز وجل .. وتذكري :
1- كثرة المرتكبات لأمر ممنوع لا يبرر لك فعله , ولا ينجيك من المساءلة يوم القيامة .
2- انطلاقاً من حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك " يجب على كل موظفة إبراء ذمتها أمام الله , وذلك بالقيام بالمطلوب منها على أكمل وجه حتى لو ظهر لها أن التي أمرتها بذلك لا تطبق ما أمرت به , فكل عليه وزره , وكل نفس بما كسبت رهينة , واعلمي أن تقصير غيرك لا يبرر تقصيرك .
3-
3- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع , فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئاً , فإنما اقطع له قطعة من النار " . فمن نمقت عباراتها في الحصول على إجازة اضطرارية , أو غيرها , وهي تعلم في قرار نفسها أنها كاذبة لا تستحقها , وليس الأمر كما قالت , فإن هذا من الاقتطاع المحرم , وستسأل عن ذلك في يوم " يسأل فيه الصادقين عن صدقهم " .. فكيف بالكاذبين ؟؟؟ قال الله تعالى: " ستكتب شهادتهم ويسألون ".
نسأل الله عز وجل أن يهدينا جميعاً , ويصلح شؤوننا , ويطيب مطعمنا , ويقضي حاجاتنا , ويعيننا على ما ابتلانا به من المسئولية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. سبحانك ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين , والحمد لله رب العالمين 
المرشدة الطلابية / عائشة جريبي                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق